أسباب الأنتكاس


من أسباب الأنتكاس



الإنتكاس عموما هو العودة من الوضع الحالي إلى الحالة السابقة، والتي تكون غالبا الحالة التي عملت للخروج منها والوصول إلى ما وصلت إليه،و أما موضوع اليوم عن الإنتكاس في الدين.
الانتكاسة في الإسلام: هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية أو الرجوع من الاستقامة أومن الزيادة إلى النقص ،فالإنتكاس كما ترون مصطلح يحمل معنىً سلبيا ، فمن منا لم يذق لذة القرب من الله و طاعته،ثم حرم نفسه منها إذ به يؤجل فرضا ويرتكب ذنبا والعياذ بالله،ثم فجأة يعتريه تأنيب ضمير و صراع بينه وبين الشيطان والدنيا.. وأحس وقتها أنّه سلك طريقا يصعب العدول عنه والرجوع أدراجا،إن كنت لا زلت تشعر هكذا،فلايزال خيرٌ في قلبك والحمد لله، وهذا دليلك الصحيح لتعود بقوة بإذن الله.
بعد التعرف على الإنتكاس ،سأخبركم أن المنتكسين يصنفون لصنفين كالتالي:
1/ الصنف الأول:
صنف يقوده انتكاسه نحو الكفر والعياذ بالله كأن يترك الصلاة أو يهزأ بالدين ويسخر منه وأهلِه.
2/الصنف الثاني:
قسم قد لا يصل إلى درجة الكفر ولكنه بدأ يكثر من ارتكاب المعاصي غير المكفرة ويترك الواجبات أو كثيرًا منها،ويستصغر عواقب صغائر الذنوب.
و من أسباب الإنتكاس و حلوله أذكر:
أولا: عدم الاعتصام بالله:
وإرتكاب ذنوب الخلوات والتغافل عن حقيقة مراقبة الله لنا؛واستمرار هذا مع الوقت يسهل إرتكاب المعاصي أكثر فأكثر،لذا يجب علينا أن نحذر،كما أنّها تبدد رصيدنا من الحسنات،ففي حديث ثوبان رضي الله عنه: 
«لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا». قال ثوبان: يا رسول الله! صِفهم لنا، جلِّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها».
ثانيا: عدم الدعاء بالثبات
فأنا وأنت نستيقظ لصلاة الفجر بإذن الله،ونتلو الوِرد بمعونة منه،فالحمد لله على نعمة الإسلام،و نسأل الله الثبات،ومن أدعية الثبات؛ «اللهم يا مقلب القلوب ،ثبت قلبي على دينك »وقد كان هذا من أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام.
ثالثا: هجر القرآن و الأذكار:
لطالما صادفني نص قصير في مواقع التواصل؛ مضمونه :«إن لم تحفظ،فراجع،وإن لم تراجع فإقرأ؛وإن لم تقرأ فاستمع ؛ المهم أن لا يخلوَ يومك من القرآن.» ولقد أحدث هذا التطبيق فارقا جميلا في أيّامي،وأتمنى أن يحصل معكم نفس الشيء،وليحصل؛فلتباركو أيامكم بالقرآن ولو بآية. أما الأذكار من أدعية وأيات فهي حصن للمسلم رافعة نافعة،وتعتبر مفتاح البركة باليوم.
رابعا:عدم التقرب إلى الله بواسطة النوافل:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ".
رَوَاهُ الْبُخٓاري.
ففي النوافل:(الرواتب ،صلاة الضحى)استقامة وطمأنينة للعابد. وتمهيد للطريق نحو البارئ.
خامسا: الإلتزام بالمظهر وعدم التطرق للجوهر.
أي ببساطة إتخاذ العبادة مجموعة أفعال مفروضة ،تُعمل ليسقط ذنب تركها،دون الإهتمام بأساس العبادة والحكمة من فرضها؛ كالصلاة مثلا ، ركوع ورفع ثم سجود؛وآيات تتلى دون تدبر؛ يجعلها روتينية مملة؛فارغة و عكس ما فُرضت له.بالإضافة إلى أن الأمر يصل بنا أوقاتا كُثُر إلى الشرود والدخول في سلسلة حركات متتالية ،مع عقل غائب وقلب ضائع؛«فينبغي لك يا عبد الله! أن تستحضر عظمة الله بقلبك وتذكره بقلبك مع لسانك، وأن تجتهد في البعد عن هذه الأفكار الرديئة والوساوس التي تبتلى بها.» يقول ابن باز رحمة الله عليه. و أضاف:
ومن ذلك إذا كثر عليك هذا الأمر تتفل عن يسارك تنفث عن يسارك ثلاث مرات ولو أنك في الصلاة وتقول:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كما أوصى النبي ﷺ بهذا عثمان بن أبي العاص، فإنه اشتكى عليه عثمان بن أبي العاص أنه يجد هذه الوساوس في الصلاة فأرشده إلى أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ بالله من الشيطان ففعل ذلك فزالت عنه الوساوس،ويقول إسلام جمال في كتابه فاتتني صلاة؛لأشهر اقتباس«جرِّب أن تكلم الناس بنفس السرعة التي تعوّدت أن تقرأ بها الفاتحة لن يفهم منك أحداً شيئاً... أنت في حديث متبادل مع ملك الملوك.»
أستودعكم الله.🤍
 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال