هل المؤذن أفضل ثواباً من الأمام؟

 هل المؤذن أفضل ثواباً من الأمام؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

اختلف الفقهاء في هذه المسألة هل الأذان أفضل أم الإمامة ؟
فذهب الحنفية في المعتمد وهو المشهور عند المالكية ، إلى أن الإمامة أفضل من الأذان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تولاها بنفسه، وكذلك خلفاؤه الراشدون، ولم يتولوا الأذان، وهم لا يختارون إلا الأفضل , ولأن الإمامة يختار لها من هو أكمل حالا وأفضل .
وذهب الشافعية والحنابلة في الراجح عندهما ، وهو قول عند الحنفية والمالكية إلى أن الأذان أفضل من الإمامة، لقوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِل صَالِحًا ) ، قالت عائشة رضي الله عنها : نزلت في المؤذنين .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) أخرجه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ) أخرجه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن , اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ) أخرجه الترمذي.
والأمانة أعلى وأحسن من الضمان، والمغفرة أعلى من الإرشاد ، قالوا : كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بمهمة الأذان ولا خلفاؤه الراشدون يعود السبب فيه لضيق وقتهم عنه ، لانشغالهم بمصالح المسلمين التي لا يقوم بها غيرهم ، فلم يتفرغوا للأذان ، ومراعاة أوقاته ،
قال الإمام ابن المواق الغرناطي : إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأذان لأنه لو قال حي على الصلاة، ولم يعجلوا لحقتهم العقوبة، لقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لولا الخلافة لأذَّنتُ .
وفي قول عند الحنفية والشافعية والمالكية أنهما سواء في الفضل .
وفي قول آخر عند كل من المالكية والشافعية أنه إن علم من نفسه القيام بحقوق الإمامة وجميع خصالها فهي أفضل , وإلا فالأذان أفضل .
وقد رجح بعض مشايخنا المعاصرين القول بتفضيل الأذان على الإمامة.
و سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : أيهما أفضل الأذان أم الإمامة ؟
فأجاب قائلا:
"هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم ، والصحيح أن الأذان أفضل من الإمامة ، لورود الأحاديث الدالة على فضله.
مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) .
وكقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ).
فإن قال قائل : الإمامة ربطت بأوصاف شرعية مثل : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) ، ومعلوم أن الأقرأ أفضل ، فقرنها بأقرأ يدل على أفضليتها .
فالجواب : أننا لا نقول لا أفضلية في الإمامة ، بل الإمامة ولاية شرعية ذات فضل ، ولكننا نقول : إن الأذان أفضل من الإمامة لما فيه من إعلان ذكر الله تعالى ، وتنبيه الناس على سبيل العموم ، ولأن الأذان أشق من الإمامة ، وإنما لم يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون ؛ لأنهم اشتغلوا بأهم من المهم ، لأن الإمام يتعلق به جميع الناس فلو تفرغ لمراقبة الوقت لانشغل عن مهمات المسلمين" .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال