الرؤية الشرعية للخاطب والمخطوبة هي المنهج الإسلامي الذي يحدد القواعد الشرعية التي يجب على الشباب والفتيات اتباعها في علاقاتهم النسائية قبل الزواج
وفي الإسلام، تعتبر الخطبة خطوة هامة قبل الزواج، حيث تمثل فترة مناسبة للتعارف والتقارب بين الرجل والمرأة الراغبين في الزواج. وتهدف الخطبة إلى توفير الفرصة للطرفين للتعرف بشكل شرعي وملتزم، بغية إقامة حياة زوجية سعيدة وناجحة
كيف تكون النظرة الشرعية
تكاثرت الاقاويل حول النظرة الشرعية المقامة بين الطرفين حيث قال بعضهم ان يحق للفتاة ان تكشف عن وجهها و رأسها و يديها و مكان قلادتها و البعض الاخر قال ان النظرة الشرعية تتم للفتاة بحيث ان تقوم بالكشف عن وجهها و يديها فقط و مع تاكثر تلك الاقاويل اختلف العلماء على ما هو الصحيح و ما هو الاصح فقالوا ان الصحيح هو الرأي الاول بأن تكشف عن رأسها و يديها و مكان قلادتها اما الاصح فهو الكشف عن الوجه و اليدين فقط و لعائلة الفتاة دور في تحديد كل هذا ايضا و ذلك من خلال الناحية الدينية لديهم و لكن الافضل ان تكشف الفتاة عن وجهها و يديها فقط و عدم التزين او التبرج لكي تكون على طبيعتها حتى لا يشعر هو بأن الفتاة التي امامه تخدعه .
كما انه يجب ان يتواجد والد الفتاة او اخوها في تلك الجلسة حيث ان هذه هي الطريقة الصحيحة لكي تتم تلك النظرة بين الرجل و المرأة فلا يصح ان يختلي الرجل و المرأة مع بعضهما البعض و هذا استنادا لقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ” لا يخلو رجل بامرأة الا و معها ذو محرم ” .
من المشاكل التي تحدث في النظرة الشرعية بين الرجل و المرأة هو الكذب و النفاق و الزور حيث ان من شروط النظرة الشرعية الصحيحة ان تكون مبنية و قائمة على رضا و محبة الله سبحانه و تعالى و ان لا يكون فيها كذب او تجميل في الجمال من قبل الطرفين و هذه المشكلات قد يقع فيها الكثير من الاشخاص خصوصا و ان كان هناك انجذاب الي الطرف الاخر .
يجب ان تقام صلاة استخارة من قبل الطرفين حتى تكون تلك النظرة الشرعية نظرة متكاملة فالاستعانة بالله وحده من اهم ما قد يتم في هذه الخطوة كما انه من الافضل الاعتماد على كل من العقل و القلب معا في هذه الخطوة ايضا و لا يجب ان نستثني ايا منهما فكلاهما يكمل الاخر و لكي تكون هذه النظرة صحيحة يتوجب تواجد توافق عقلي و اجتماعي و تحديد مبادىء و اصول معينة لا يتم الخروج عنها من قبل الطرفين .
النية لله وحده في هذه النظرة من اكثر ما يجعل تلك النظرة هي نظرة شرعية سليمة كما ان الائتلاف بالمحبة لله تعالى من اسباب سلامة هذه النظرة بحيث تكون خالية تماما من المظاهر الخداعة و الاكاذيب و الامور المصطنعة بين كل منهما الاخر.
شروط النظرة الشرعية:
من المباح تكرار النظرة الشرعية لغاية معرفة وكشف شخصية الخاطب والمخطوبة لبعضهما البعض، وتكوين صورة كاملة عن تفكيرهما، ومعرفة مدى توافقهما مع بعضهما، ويكون ذلك من خلال مراعاة الضوابط الشرعية للحديث بين الطرفين، إليكِ شروط النظرة الشرعية حسب تعاليم الدين الاسلامي:
أن تكون غلبة الظن موافقة المخطوبة ووليها الشرعي على نكاحها، فإذا كانت المخطوبة أو أهلها غير موافقين على تمام هذا النكاح تعتبر هذه النظرة غير جائزة.
أن تكون النظرة الشرعية قبل الخطبة وبعد العزم والموافقة على النكاح.
أن يحد الخاطب من نظراته للمخطوبة، فلا يكرر النظر إليها إلا بقدر حاجته لذلك.
أن لا يظهر من المخطوبة أمام الخاطب إلا وجهها وكفيها فقط.
أن يأمن الخاطب على نفسه الشهوة.
أن لا تكون نظرة الخاطب لخطيبته بلذة.
أن لا يخلو الخاطب بمخطوبته أثناء النظرة الشرعية، إذ يتوجب وجود أحد محارم المخطوبة كأبيها أو أخيها، ولا يجوز لغير الخاطب من الأجانب التواجد أثناء النظرة الشرعية.
ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟
إذا حصلت القناعة بالمرأة فلا يجوز بعد ذلك النظر إليها حتى يتم العقد وتصبح زوجة. أما الكلام مع المخطوبة فلا بأس به، وفيه مصالح لا تخفى، ولكن ينبغي أن يكون الكلام متزنا ومشتملا على الأدب، فلا يتكلم فيما يخدش الحياء، ولا يتكلم فيما لا طائل من ورائه، وإنما لشهوة في النفس، ولا بالكلام الذي فيه مزاح وضحك.
تكرار النظرة في الرؤيا الشرعي.
فقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على النظر إلى المخطوبة؛ لكونه أدعى للأُلفَة ودوام العِشْرة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا خَطَبَ أحدُكُم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها، فليفعل"
وللخاطب تكرار النظر مرتين أو ثلاثاً حتى يَحْصُل الغرض، فإن حصل وجب عليه أن يكف؛ لأن الأصل عدم جواز رؤية الأجنبية، وقد استثني من ذلك رؤية الخاطب لمخطوبته، وهذا يحصل برؤية واحدة، وإذا لم يحصل المقصود بالمرة الواحدة، فلا بأس بإعادة النظر إليها مرة أخرى، فإن حصل المقصود، كف عن النظر إليها؛ وذلك لأن هذه المخطوبة لا تزال في واقع الأمر أجنبية عنه حتى يعقد عليها.
قال ابن مفلح في الفروع: "وله تكراره وَتَأَمُّل المحاسن بلا إذن"
هذا والله أعلى وأعلم.